الجنوب بين فكي الأزمة الخدمية والاقتصادية.. والمجلس الانتقالي يؤكد تمسكه بخيار الصمود
يعيش شعب الجنوب أوضاعًا اقتصادية وخدمية متدهورة، في ظل تصاعد سياسة الإفقار والتجويع الممنهجة، التي ت...
في ظل التحولات الكبرى التي يشهدها الجنوب، يبرز تمكين الشباب كأولوية محورية في استراتيجية المجلس الانتقالي الجنوبي، إدراكًا لأهمية هذه الفئة في صناعة المستقبل ورسم ملامح الدولة المنشودة، ويؤمن المجلس بأن الشباب يمثلون الطاقة الحقيقية القادرة على قيادة مسيرة الثورة الجنوبية، ما يتطلب الاستثمار في قدراتهم وتوفير بيئة محفزة تسهم في تحقيق تطلعاتهم.
وانطلاقًا من هذا الإيمان، تبنى المجلس الانتقالي سياسات وبرامج عملية تستهدف دعم الشباب في مختلف المجالات التعليمية والرياضية والسياسية، باعتبار هذه المجالات الركائز الأساسية لتكوين جيل متعلم ومبدع يتمتع بروح القيادة والمنافسة، وقد حرص المجلس على أن تكون هذه الجهود متكاملة، بحيث تعزز البناء المعرفي والثقافي، وتواكب طموحات الشباب نحو الإبداع والمشاركة الفاعلة.
ومن خلال هذه الاستراتيجية، يسعى المجلس إلى خلق فرص حقيقية أمام الشباب، سواء عبر المبادرات التعليمية التي تعزز روح الابتكار، أو البطولات الرياضية التي ترسخ قيم التنافس الشريف، أو من خلال فتح الأبواب أمام المشاركة السياسية الواسعة، بما يضمن صناعة نخبة شابة مؤهلة لقيادة العمل الوطني في المرحلة القادمة.
تشجيع المشاريع الريادية والابتكار
يضع المجلس الانتقالي الجنوبي، في إطار استراتيجيته لدعم وتمكين الشباب، التعليم والابتكار والإبداع في مقدمة أولوياته، إيمانًا منه بأن الاستثمار في العقول الشابة يمثل الأساس لبناء مستقبل مزدهر للجنوب، ومن خلال برامج ومبادرات نوعية، يعمل المجلس على تحفيز الطلبة نحو التفوق العلمي، وصقل مواهبهم، وتوفير بيئة تعليمية وإبداعية تعزز قدراتهم على الابتكار والمنافسة على المستويين الإقليمي والدولي.
وفي هذا السياق، وجّه الرئيس القائد عيدروس قاسم الزُبيدي، رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، بتكريم الطلاب العشرة الأوائل في الثانوية العامة على مستوى الجنوب للعام الدراسي 2024–2025، تقديرًا لجهودهم وتميزهم، وتشجيعًا لبقية الطلبة على المثابرة وتحقيق إنجازات تعليمية رفيعة.
كما نفّذ المجلس الانتقالي، عبر دوائر ومكاتب الشباب والرياضة والتعليم، سلسلة من المخيمات الصيفية في العاصمة عدن وبقية محافظات الجنوب، بهدف استثمار العطلة الصيفية في تنمية مهارات الطلبة، وإكسابهم معارف وخبرات جديدة في مجالات علمية وثقافية وفنية، بما يسهم في تطوير قدراتهم الإبداعية والشخصية.
وفي إطار تعزيز الثقافة العامة، نظّم المجلس في العاصمة عدن حفل تكريم للفائزين والمتفوقين في تحدي القراءة العربي، برعاية نائب رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، القائد عبدالرحمن المحرمي "أبو زرعة"، احتفاءً بجهودهم في ترسيخ ثقافة القراءة وتوسيع آفاق المعرفة لدى الشباب.
كما أولى المجلس اهتمامًا خاصًا بتكريم الطلاب المبدعين في المجالات العلمية والفنية، ممن قدّموا مشاريع وأفكارًا مبتكرة خلال العام، في خطوة تهدف إلى تحفيز روح الابتكار لديهم، وتعزيز ثقتهم بقدراتهم، وتمكينهم ليكونوا عناصر فاعلة في مسيرة بناء الدولة الجنوبية الحديثة.
تشجيع وتنمية الشباب وإقامة البطولات الرياضية
ويولي المجلس الانتقالي الجنوبي اهتمامًا كبيرًا برعاية الشباب وتنمية مهاراتهم، من خلال تنظيم بطولات رياضية متنوعة تشمل الألعاب الجماعية والفردية في مختلف محافظات الجنوب، ويهدف ذلك إلى غرس ثقافة المنافسة الشريفة، وتعزيز روح الانتماء والتلاحم بين أبناء الوطن، وفتح المجال أمام الطاقات الشابة للتعبير عن قدراتها والمساهمة في النهوض بالمشهد الرياضي.
وفي هذا الإطار، شهدت محافظة حضرموت تنظيم بطولة "كأس الذكرى الـ31 لإعلان فك الارتباط" التي أقيمت في مدينة المكلا وجمعت بين فريقي تضامن حضرموت وتضامن شبوة، وسط حضور جماهيري واسع وأجواء تنافسية راقية، كما استضافت المكلا بطولة سباق الدراجات الهوائية ضمن مهرجان البلدة الرياضي 2025، بمشاركة أندية من ساحل ووادي حضرموت، عكست الشغف الكبير بالرياضات الفردية بين الشباب.
وفي العاصمة عدن، نظم المجلس الانتقالي بطولة كأس العاصمة عدن لكرة القدم بمشاركة أندية محلية بارزة، شهدت منافسات قوية وحضورًا جماهيريًا لافتًا، لتؤكد عدن مكانتها كحاضنة رئيسية للأنشطة الرياضية، كما أقيمت في المدينة بطولات مدرسية وشبابية هدفت إلى اكتشاف المواهب وصقلها، بما يسهم في رفد الأندية والمنتخبات بلاعبين واعدين.
أما في محافظة شبوة، فقد احتضنت مدينة عتق سلسلة من البطولات الكروية بمشاركة فرق من مختلف مديريات المحافظة، في أجواء جسدت التنافس الشريف وروح الإخاء بين الفرق المشاركة.
كما شملت الأنشطة الرياضية التي رعاها المجلس الانتقالي بطولات نوعية مثل بطولة القوات المسلحة الجنوبية، إلى جانب مسابقات رياضية في كافة محافظات الجنوب، ما يعكس حرص المجلس على أن تصل رسالته الرياضية والتنموية إلى جميع شباب الجنوب.
تعزيز المشاركة السياسية
وفي الجانب السياسي، حرص المجلس الانتقالي على تمكين الشباب من المشاركة في صنع القرار عبر منحهم تمثيلًا واسعًا في هيئاته ومجالسه المحلية، إضافة إلى إشراكهم في اللجان الاستشارية، ما يعكس التوجه نحو بناء جيل قادر على تحمل المسؤولية الوطنية.
لم يقتصر اهتمام المجلس الانتقالي على الجانب التعليمي والرياضي فحسب، بل امتد ليشمل تعزيز الدور السياسي للشباب باعتباره الركيزة الأساسية لبناء مجتمع مدني حديث قائم على الشراكة والمواطنة الفاعلة، وفي هذا الإطار، حرص المجلس على إشراك الشباب في صناعة القرار من خلال منحهم مساحات واسعة للتمثيل داخل هيئاته القيادية والمجالس المحلية، الأمر الذي ساهم في إكسابهم خبرات تنظيمية وإدارية تؤهلهم لممارسة أدوار قيادية مستقبلاً.
كما عمل المجلس على فتح قنوات حوار مستمرة مع الشباب، من خلال الملتقيات السياسية والورش التوعوية التي تهدف إلى رفع مستوى الوعي بالقضايا الوطنية والحقوقية، وترسيخ ثقافة المشاركة الديمقراطية، ويأتي ذلك في سياق رؤية واضحة تهدف إلى بناء جيل واعٍ يمتلك القدرة على التعبير عن طموحاته، والدفاع عن قضية الجنوب.
ولم تتوقف الجهود عند حدود التمثيل والمشاركة، بل تضمنت أيضًا برامج تدريبية لإعداد القيادات الشابة، بما يشمل تطوير مهارات التفاوض والإدارة والعمل الجماعي، إضافة إلى تعزيز حضور المرأة الشابة في العمل السياسي، كجزء من التزام المجلس بمبدأ الشمولية وتمكين كل فئات المجتمع، هذه الخطوات تعكس إدراكًا عميقًا لدى المجلس بأن مستقبل الجنوب لن يتحقق إلا من خلال شباب مؤهلين قادرين على حمل لواء المسؤولية الوطنية بروح منفتحة ورؤية استراتيجية.