التصالح والتسامح الجنوبي.. تعزيزاً للاصطفاف الوطني وانطلاقا نحو استعادة دولة الجنوب

 في الـ13 من يناير عام 2006م احتضنت جمعية أبناء ردفان في العاصمة عدن لقاءً جنوبيًا تاريخيًا جسّد فيه عنوان التصالح والتسامح والتلاحم الجنوبي، الذي يعتبر الحدث الأعظم والمحطة التاريخية الذي تخطى فيه شعب الجنوب مستلهماً العبّر من جراحات الماضي؛ لينطلق صوب المستقبل من أجل تحقيق هدف الشهداء الذين قدموا أرواحهم في سبيل استعادة هوية ودولة الجنوب.

 

وجاءت الذكرى الـ18 للتصالح والتسامح الجنوبي، وقد شاهدنا ثمار هذا الحدث العظيم في اصطفاف الجنوبيين نحو أهدافهم، وتشكيل المجلس الانتقالي الجنوبي بقيادة الرئيس عيدروس قاسم الزُبيدي، الذي أسس القواعد الصلبة لتلك الذكرى تحت بعنوان" الجنوب لكل وبكل أبنائه"، بمراحل التأسيس وإعلان "الحوار الوطني الشامل" مروراً بـ" ميثاق الشرف الوطني" ووصلاً إلى " الاجتماع التأسيسي لمجلس العموم للمجلس الانتقالي الجنوبي"؛ وجاء ذلك من أجل الحفاظ على المنجز السياسي الذي تحقق خارجياّ ومكتسبات شعبٱ عظيماً حققته القوات المسلحة الجنوبية.

 

وفي سياق ذكرى التصالح والتسامح أشار الرئيس القائد عيدروس قاسم الزُبيدي رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي، إلى أن شعب الجنوب في 13 يناير من 2006م، عزز أعمدة مسيرة ثورته التحررية، وبنيانها الجماهيري والسياسي والتنظيمي المرصوص.

 

واضاف الرئيس القائد، بأن جمعية أبناء ردفان بالعاصمة عدن، احتضنت في مثل هذا اليوم من العام 2006، لقاءً جنوبيًا تاريخيًا، ليتخطى شعب الجنوب جراحات الماضي، ويستلهم العبر، منطلقا صوب المستقبل ليصل إلى ما وصل إليه اليوم من القوة والتلاحم والشراكة في النضال والتضحية وصنع القرار.

 

وأكد الرئيس القائد الزُبيدي، على أن التصالح والتسامح الجنوبي سيظل النهج الأصيل المستمر، الذي ينير الطريق، ومبدأً ساميا نبيلا حاضرا قولا، وفعلا، وفكرا، وسلوكا، وممارسة، في جميع مناحي حياتنا.

 

وعلى الصعيد ذاته وجهت الأمانة العامة لهيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي، القيادات المحلية للمجلس في جميع محافظات الجنوب بالتحضيرات وإحياء الذكرى الـ18 للتصالح والتسامح تحت شعار "الجنوب بكل ولكل أبنائه، مهيبة بشعب الجنوب المشاركة في هذه الذكرى المتمثلة بالحدث العظيم في تاريخ الجنوب وأبنائه.

 

 

احتفاء محافظات الجنوب بالذكرى الـ18 للتصالح والتسامح الجنوبي

 

 

نظمت الهيئة التنفيذية المساعدة للمجلس الانتقالي الجنوبي في مديريات وادي وصحراء حضرموت، يوم الثلاثاء الماضي، لقاءً موسعًا تحت شعار "الجنوب لكل وبكل أبنائه"، للوجهاء والشخصيات الاجتماعية، بمناسبة ذكرى التصالح والتسامح الجنوبي.

 

وفي مستهل اللقاء، ألقى محمد عبدالملك الزُبيدي رئيس تنفيذية انتقالي وادي وصحراء حضرموت، كلمة أشار فيها إلى أهمية التصالح والتسامح الجنوبي الذي جسّد واقعاً بدماء الشهداء في مختلف الجبهات، وأهمية توحيد الجهود والكلمة في المحافظة نحو مشروع بناء الدولة الجنوبية الفيدرالية المستقلة والابتعاد عن التفرقة والتشرذم.

 

ودعا الزُبيدي، إلى التحاور والتكاتف ورص الصفوف لأجل قضية شعب الجنوب وتحقيق مصالحه وتطلعاته بإعلان الاستقلال، لافتا إلى أن قيادة الهيئة مستعدة للحوار مع أي طرف غيور على أرضه وعرضه ومكتسباته للوصول إلى الهدف السامي لاستعادة الدولة الجنوبية.

 

في السياق ذاته، قامت الهيئة التنفيذية للقيادة المحلية للمجلس الانتقالي الجنوبي، بمحافظة شبوة، يوم السبت الماضي، حفلًا خطابيًا وفنيًاك بمناسبة الذكرى الـ18 للتصالح والتسامح الجنوبي، تحت شعار الجنوب لكل وبكل ابنائه.

 

وخلال الحفل الذي تخلل العديد من الفقرات الثقافية والفنية والقصائد الشعرية، ألقى الأستاذ عبدالعزيز مهدي بن لكسر رئيس الهيئة التنفيذية للقيادة المحلية للمجلس الانتقالي الجنوبي في محافظة شبوة، كلمة نقل فيها تحايا الرئيس القائد عيدروس قاسم الزُبيدي للحضور، داعيًا كل ابناء الجنوب إلى التمسك بمنجز التصالح والتسامح العظيم. 

 

وأوضح بن لكسر، بأن الشعب الجنوبي طوى صفحة الماضي الأليم ودفنها إلى الأبد، لافتًا إلى أن الجنوب عانى الأمرين من الحروب ومن العقاب الجماعي والعداء، وعليه أن يأخذ العبرة من دروس الماضي لبناء وطن يتسع لكل الجنوبين. 

 

كما نظمت القيادة المحلية للمجلس الانتقالي الجنوبي بمديرية مودية بمحافظة أبين، يوم الإثنين الماضي، مسيرة جماهيرية حاشدة ومهرجانا خطابيا، احتفاء بالذكرى ال18 ليوم التصالح والتسامح الجنوبي، بمشاركة العديد من الشخصيات الاجتماعية والقيادات العسكرية من أبناء المنطقة الوسطى.

 

وفي المهرجان، ألقى الأستاذ حسين دحه رئيس الهيئة التنفيذية لانتقالي مودية، كلمة حيا من خلالها الحاضرون جميعا، مشيراً بأن سر النجاح يكمن في قوة تماسك ووحدة شعب الجنوب، مؤكداً على أن مبدأ التصالح والتسامح أصبح واقعا ملموسا نعيشه ونتعايش معه والذي أثبت ذلك في تلاحم أبناء شعب الجنوب صفا واحدا في حرب 2015م.

 

وخلال الحفل ألقيت في العديد من الكلمات، أشادت بالإنجازات السياسية والتنظيمية التي حققها القيادة المجلس الانتقالي الجنوبي ممثلة بالرئيس القائد عيدروس الزبيدي رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، ومنها اللقاء التأسيسي الأول لمجلس العموم، والذي عقد الشهر الماضي، ثم تخلل الحفل إلقاء القصائد الشعرية الوطنية الجنوبية المعبرة عن أهمية ذكرى التصالح والتسامح.

 

 

التصالح والتسامح: أروع القيم الإنسانية النبيلة

 

 

عبر الأستاذ فضل محمد الجعدي عضو هيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي، الأمين العام للأمانة العامة، خلال مقالٱ له، أن التصالح والتسامح من اروع القيم الإنسانية النبيلة التي تخطى بها شعب الجنوب عثرات الماضي للانطلاق نحو المستقبل والازدهار وضمان حق الاجيال بالعيش الكريم، موضحاً بأن التصالح والتسامح جسر العبور بين الماضي والمستقبل والنهضة في كل المجالات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والإنسانية.

 

واضاف الجعدي: " علينا التمسك بعهد هذا التاريخ العظيم الذي خطه شعبنا والعمل بقلب رجل واحد لترسيخ مبادئ التصالح والتسامح والوفاء لدماء شهدائنا المناضلين وتعزيز الوحدة الوطنية الجنوبية مع نهج الحوار كوسيلة حضارية لحل القضايا وإنهاء التباينات السياسية وتجسيد نهج التصالح والتسامح وتقوية المدماك لضمان تماسك لحمته.

 

واختتم الجعدي مقاله، بالقول:" سيظل التصالح والتسامح الصخرة التي تتحطم عليها مشاريع استهداف الجنوب وكسر ارادته ولقد اثبتت الاحداث صوابية هذه القيمة الاصيلة حين تداعى الجنوبيين من كل حدب وصوب للدفاع عن جنوبهم ومواجهة مليشيات الحوثيعفاش في غزوتهم الثانية في العام 2015 حتى تم تحقيق الانتصار وما تلاها من محطات كان اهمها تأسيس المجلس الانتقالي الجنوبي من كل الطيف السياسي في الجنوب الحامل سياسي للقضية الجنوبية.

 

 

ترسيخ مبدأ التصالح والتسامح المعزز لتحقيق تطلعات الشعب

 

 

وقال الشيخ راجح سعيد باكريت عضو هيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي، : إننا اليوم وفي الذكرى الـ ( 18 ) للتصالح والتسامح  ندرك جيداً ما أثبتته تجارب التاريخ أن الأمم والشعوب المترابطة  تنال مطالبها وتنفرد في سيادتها الوطنية, عندما تدرك جيداً أن قوتها في وحدتها واتحادها، مضيفٱ بأن أبناء الجنوب الواحد من المهرة إلى عدن هبوا إلى ترسيخ مبدأ التصالح والتسامح لتعزيز تطلعات ثورتهم ويُعجل بتحقيق اهدافها بقيادتهم الحكيمة ممثلة بالرئيس القائد عيدروس الزُبيدي.

 

وأشار المحامي يحيى غالب الشعيبي عضو هيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي، إلى أن في مثل هذا اليوم السبت 13يناير 2006، ومن جمعية أبناء ردفان بالعاصمة عدن، التي احتضنت لقاء جنوبياً تاريخياً، عزز فيه شعبنا أعمدة مسيرة ثورته التحررية، وبنيانها الجماهيري والسياسي والتنظيمي المرصوص، وتخطى فيها جراحات الماضي، واستلهم منها العبر، منطلقا صوب المستقبل ليصل إلى ما وصل إليه اليوم من القوة والتلاحم والشراكة في النضال والتضحية وصنع القرار. 

 

وعلق الدكتور صدام عبدالله المستشار الإعلامي للرئيس عيدروس الزُبيدي، بأن ‏التصالح والتسامح الجنوبي مصدر رئيسي للقوة والدليل استنفار القوى الشمالية بكل ثقلهم لإفشاله لشعورهم بان هزيمة الجنوب مفتاحها تغذية التشرذم لذا وجب على ابناء الجنوب التمعن بان من يشجعك على هدم نسيجك الجنوبي ليس حبا فيك وانما ليسهل التهامك فيما بعد.

 

 

أهمية ذكرى التصالح والتسامح الجنوبي

 

 

بمناسبة الذكرى الـ18 للتصالح والتسامح الجنوبي، نظمت الإدارة السياسية للمجلس الانتقالي في محافظة الضالع، يوم الأحد الماضي، ندوة بعنوان " التصالح و التسامح قيمة إنسانية وطنية سامية ".

والقى العميد عبدالله مهدي رئيس القيادة المحلية للمجلس الانتقالي في محافظة الضالع، كلمة أوضح فيها كيفية تحقيق إنجاز التصالح والتسامح، ومتانة القوة التي تحققت بفضله، كون التصالح والتسامح هو مصدر القوة في الانتصار للقضية الجنوبية، داعيا الجميع إلى نبذ المناطقية والعنصرية والتفرقة.

 

وتخللت الندوة العديد من الأوراق البحثية، كان أولها ورقة الدكتور عبدالله الوبر الذي كانت بعنوان "التصالح والتسامح قيمة إنسانية"، تحدث الدكتور فيها عن مكانة التصالح والتسامح في الاسلام والقيمة الإنسانية له.

 

وقدمت في الندوة ورقة ثالثة بعنوان "التصالح والتسامح والواقع اليوم" والتي قدمها الاستاذ انيس عبيد، والذي شرح فيها تحديات الواقع اليوم وأهمية التمسك بمبدى التصالح والتسامح الذي هو صمام امان للجنوبيين حاضرا ومستقبلا، معبرٱ بأن التسامح اكبر مراتب القوة وقيمة رفيعة من قيم الحياة التي تستحق المعاناة والتضحية والفداء لتنتصر؛ لأن الأمم تخرج من ازماتها بعزائم الصابرين المتسامحين.

 

وأوضح فادي باعوم عضو هيئة رئاسة المجلس الانتقالي، بأن التصالح والتسامح الجنوبي لم يكن نهج مشروع مؤقت؛ بل ركيزة أساسية لثورة عظيمة سطرها شعب الجنوب، انبثقت من خلالها التضحيات والبطولات والمأثر، مضيفٱ كل عام والجنوبيين متصالحين متسامحين وهم كبنيان مرصوص يشد بعضه بعضا.

 

وعبر سالم ثابت العولقي المتحدث الرسمي للمجلس الانتقالي، رئيس الهيئة الوطنية للإعلام في المجلس، عن مشروع التصالح والتسامح الجنوبي تمكن فيه شعب الجنوب من تحويل الانكسار الى انتصار مواصلاً طريقه نحو استعادة دولته، لافتاً نشعر بالفخر والاعتزاز بقدرة شعبنا على تحويل الألم إلى أمل، والإحباط إلى تفاؤل، والانكسار إلى انتصار، لينهض الجنوب بمواصلة مشواره نحو الحرية والكرامة والمستقبل الآمن المنشود.

 

وقال بسام أحمد عبدالله عضو الهيئة السياسية المساعدة للمجلس الانتقالي، بأن التصالح والتسامح الجنوبي منهج الحياة وثقافة الدعوة وهو الأساس لنيلة لحقوق واقامة الدولة المدنية الحديثة، لافتاً بأن ابناء شعب الجنوب يعلقون آمالاً عريضة على قيادة المجلس الانتقالي الجنوبي ممثلة بالرئيس عيدروس الزُبيدي، في مواصلة السير بسفينة دولة الجنوب إلى شاطئ الامان والانتصار للقضية الجنوبية العادلة.

 

كما نشر الإعلامي، سفيان الحنشي مقالٱ بعنوان "ذكرى التصالح والتسامح صفحة بيضاء لتجديد الاصطفاف الوطني الجنوبي"، قال فيه بأن ذكرى التصالح والتسامح الجنوبي بنيا على مبدأ الحب والإخاء والسلام وحب الوطن وترابه الغالي تأتي هذه الذكرى وشعب الجنوبي يقف ثابتآ صامدآ ومقاومآ يرسخ مبادئه الثورية وتعميق جذور تماسكه الوطنية الجنوبية العريقة من المهرة شرقآ الى باب المندب غربآ جميعهم قلوبٱ تنبض بحب الوطن وافواه تهتف بمبدأ التصالح والتسامح الجنوبي.

 

واختتم الحنشي مقاله بالقول أن: " مفهوم التصالح والتسامح هو واجب ديني واخلاقي وسلوك انساني وحضاري راقي يجب على جميع ابناء شعب الجنوب المحافظة عليه بأسسـه الدينية وقد حثنا ديننا الاسلامي الحنيف على انتهاج هذا السلوك الديني القويم وجعلة الله سبحانه وتعالى سبب في التقدم والانتصار على اعداء الوطن الذين لا يريدون الخير ولأرض الجنوب الطاهرة ان تستقر.

 

وجدد ناشطون وإعلاميون ومثقفون جنوبيون في الذكرى ( 18) للتصالح والتسامح الجنوبي ثقتهم بالمجلس الانتقالي الجنوبي بقيادة الرئيس الزُبيدي، منوهين بأن الرئيس القائد عيدروس الزبيدي حرص على توحيد صف الجنوب تجلى بوضوح في دعوته للحوار الوطني الجنوبي لتعزيز الاصطفاف الجنوبي أكثر من أي وقت مضى.