غيرت معادلة الحرب وكانت مفتاحا لتحرير الجنوب.. ذكرى تحرير الضالع بعيون جنوبية

تكتسب عملية تحرير محافظة الضالع في ٢٥ مايو ٢٠١٥م، والذي يصادف هذا العام ذكراها الثامنة، أهمية بالغة كونها كسرت تعند ميليشيا الحوثي الإرهابية، ومثلت الانتصار الأول لشعب الجنوب وقواته على مشاريع الاحتلال والإرهاب اليمنية، كما غيرت مسار الحرب ضد الحوثي واتباعه.

ومثّلت معركة تحرير مدينة الضالع انتصار للحق والإرادة الصلبة وبسالة أبناء المقاومة الجنوبية رغم شحة الإمكانيات مقارنة بالعتاد العسكري الضخم لميليشيا الحوثي، ما أعطى دافع قوي لكل الجبهات الجنوبية، وخصوصا تحرير العاصمة عدن ومن ثم لحج وأبين وشبوة وساحل حضرموت، وكان الحراك قد قام بتهيئة الأرضية حتى تكونت المقاومة الجنوبية في بيئة حاضنة وتعد البيئة الحاضنة أساس أي نصر.

وتحررت الضالع في عملية عسكرية نفذتها المقاومة الجنوبية كانت كلمة السر فيها "عدن حضرموت"، وهما الجناحين الذين يحلق بها الجنوب بقيادة الرئيس القائد عيدروس الزُبيدي في آفاق عمل وطني تحرري أكثر تنظيمًا ونفوذًا بقضية الجنوب إلى طاولة صناع القرار الاقليمي والدولي، وعلى قدر واقتدار كاف وجدير بحسم المعركة النهائية والشاملة لتحرير كل شبر من تراب الجنوب.

 

معركة مستمرة

 

بداية، يؤكد فضل الجعدي عضو هيئة رئاسة المجلس الانتقالي، نائب الأمين العام للأمانة العامة، أن ذكرى ‏25 مايو ستظل يوم من أيام الشعوب العظيمة، حين أعلنت المقاومة الجنوبية الباسلة تحرير الضالع والانتصار على مليشيات الحوثي، ذلك النصر الذي غير معادلة الحرب وكان مفتاحا لانتصار كل جبهات المواجهة على طول وعرض الجنوب.

من جانبه غرد المحامي يحيى غالب عضو هيئة رئاسة المجلس الانتقالي، في صفحته على "تويتر" بهذه المناسبة قائلا: ‏"ذكرى انتصار الضالع 25 مايو 2015م أول انتصار لمعركة عاصفة الحزم. الضالع رسمت بطولة تاريخية لم يتفرغ المؤرخون لكتابة فصول تلك الملاحم البطولية لإن الضالع لازالت معركتها مستمرة اليوم في ذكرى طرد جحافل العدو تتصدى قوات الضالع لهجوم حوثي تكسره كعادتها".

 

إيقاف زحف الحوثيين

 

ويرى الخبير العسكري العميد خالد النسي، أن محافظة الضالع الوحيدة التي أوقفت زحف الحوثيين من صعدة إلى عدن، وخرج أبنائها قبل عاصفة الحزم وبإمكانيات محدودة ووقفوا في وجه الترسانة العسكرية اليمنية وكسروها ودفنوها في التراب، وبعدها استفادوا من الدعم الذي قدمته دول التحالف فحرروا محافظتهم في شهرين وكأن انتصار الضالع بداية لانتصار باقي المحافظات الجنوبية.

ويضيف النسي: "ما زال أبناء الضالع صامدون على أرضهم ويخوضون معارك مستمرة مع العدو في أرضه رغم الإمكانيات المحدودة. الصمود الأسطوري لأبناء الضالع وإلى جانبهم أبناء الجنوب من المهرة إلى باب المندب رسالة اطمئنان أن الجنوب أكبر من أطماع اليمنيين وسيكون مقبرة لهم طالما والأبطال مرابطون على حدوده".

 

ملحمة جنوبية، ولحظة فارقة

ويقول الدكتور صدام عبد الله عضو مجلس إدارة الهيئة الوطنية للإعلام الجنوبي، رئيس قطاع الصحافة والإعلام الحديث، ‏"في مثل هذا اليوم سطر أبناء الضالع وبتآزر أبناء الجنوب ملامح بطولية وحققوا نصرا على المليشيات الحوثية رغم امتلاكها مختلف أنواع السلاح الثقيل مقارنة بأبطال المقاومة لكن الإيمان بالله والإرادة والعزيمة والدفاع عن الحق هو السلاح الأقوى".

‎ويشير المقدم محمد النقيب المتحدث الرسمي باسم القوات المسلحة الجنوبية، إلى أن هذه الذكرى العظيمة تأتي بمآثرها، وكرسائل تذكير لمليشيات العدو بدروس تلقنتها في الضالع وكل جبهات الجنوب، وأدركت من خلالها يقينًا أن الجنوب مقبرة الغزاة، مضيفا: "دروس تكفي عبرها دون وقوع تلك المليشيات في مغامرة انتحارية أخرى رائجة هذه الأيام في "تهريجها الإعلامي.

وبالنسبة لعضو مجلس المستشارين، عضو وحدة شؤون المفاوضات في المجلس الانتقالي، أحمد الربيزي، فإن صمود الضالع في وجه الغزاة المحلين في 2015م، وصد رجالها الاشاوس لجحافل الغزاة منذ بداية المعركة، كان الحدث الأبرز المؤثر في سير المعارك التي تخوضها المقاومة الجنوبية في كل الجبهات في عدن ولحج وأبين وشبوة، وكان لأخبار صمودها صدى واسع في مناطق الجنوب، مستطردا بالقول: "هذا الصمود الاسطوري لجبهات الضالع ولّد حافز معنوي لكل رجال المقاومة في كل مناطق الجنوب".

ويتذكر الربيزي، كيف احتفلت جبهات عدن عندما تبادلنا أخبار الانتصارات في الضالع في مايو 2015م، ولا شك أنها كانت لحظة فارقة في تاريخ المقاومة الجنوبية، ومن يومها تلاحقت الانتصارات في كل الجبهات.

ختامًا.. يجدر القول أن الضالع وكل جبهات الجنوب، انتصرت أكثر من مرة وما زالت تتصدى للمؤامرات التي تحاك ضد جبهاتها من قبل قوى الاحتلال وفي طليعتها جماعة الإخوان، التي ظلت وحتى وقت قريب تراهن عبثًا على اسقاط مشروع الجنوب في استعادة دولته، من خلال إفراغ الجبهات من مقاتليها بطرق ووسائل قذرة كان على رأسها قطع المرتبات والوقود والغذاء، لكن وعي ويقظة القيادة والشعب الجنوبي دومًا بالمرصاد.