المجلس الانتقالي في مواجهة إعلام التحريض.. وعي جماهيري يتصدى للأكاذيب
تواجه قضية شعب الجنوب والمجلس الانتقالي الجنوبي حملة استهداف ممنهجة ومنظمة، تهدف إلى النيل من...
تحل علينا الذكرى الـ58 للاستقلال الوطني الجنوبي في ظل لحظة تاريخية تتجدد فيها معاني الحرية، وتتعاظم فيها رمزية النضال الوطني لشعب الجنوب، الذي استعاد دولته في 30 نوفمبر 1967 وأعلن قيام جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية، فاتحاً بذلك صفحة جديدة من السيادة الكاملة والإرادة الحرة التي لا تزال تشكل محور تطلعات الجنوبيين حتى اليوم.
*الاستعدادات والتحضيرات للاحتفال بالذكرى الـ58*
كثّف المجلس الانتقالي الجنوبي، عبر هيئاته المركزية والتنفيذية في مختلف محافظات الجنوب، جهوده التنظيمية لإحياء هذه المناسبة الوطنية، مستهدفاً تقديم نموذج يعكس مكانة الذكرى في الوجدان الوطني. وشملت التحضيرات خطة شاملة للفعاليات الرسمية والجماهيرية، تتضمن عروضاً رمزية وبرامج ثقافية تؤكد ثبات الهوية الوطنية الجنوبية.
كما أعدّت الهيئات التنفيذية للمجلس في المحافظات ترتيبات ميدانية واسعة، بما في ذلك تجهيز ساحات الاحتفال، وتنظيم مشاركة الوفود الجماهيرية، وتنسيق الفعاليات الشبابية والنسوية، والاتحادات النقابية والعمالية، بما يضمن حضوراً جماهيرياً يليق بقيمة الحدث وتاريخه الممتد في ذاكرة الأجيال.
*أهمية الاحتفال بالذكرى الوطنية*
يمثل عيد الاستقلال أحد أهم المناسبات التي تستعيد فيها الأجيال الجنوبية معنى التحرر الوطني، باعتباره محطة مفصلية شكّلت تحولاً تاريخياً في مسار هوية شعب الجنوب السياسية والثقافية، كما تشكل المناسبة منصة وطنية لتعزيز الوعي وترسيخ رسالة أن الاستقلال لم يكن حدثاً عابراً، بل ثمرة نضال وتضحيات ما تزال تشكل أساس المطالبة باستعادة الدولة.
وتحمل الذكرى بُعداً توثيقياً عميقاً، يعيد تسليط الضوء على تجربة الدولة الجنوبية التي حققت حضوراً سياسياً وتنموياً بارزاً في المنطقة، ويعزز من ارتباط المواطنين بتاريخهم ومستقبلهم، ويؤكد حقهم المشروع في الاستقلال الوطني الثاني مع كافة حقوقهم وإرادتهم الوطنية.
*شعب الجنوب يواصل الصمود والنضال حتى استعادة الدولة*
رغم التحديات السياسية والاقتصادية التي تمر بها المنطقة بشكل عام والجنوب على وجه الخصوص، لا يزال شعب الجنوب متمسكاً بخياره الوطني في استعادة دولته كاملة السيادة. وقد شكّل هذا الموقف الثابت دافعاً لمواصلة الحراك السلمي والسياسي، وتعزيز حضور القضية الجنوبية في مختلف المحافل الداخلية والخارجية.
كما يعكس الصمود الشعبي ارتباطاً وثيقاً بالقيم الوطنية التي تأسست عليها حركة التحرر الجنوبية، وإصراراً على حماية المكتسبات التي تحققت خلال السنوات الماضية. ويظهر ذلك جلياً في حجم المشاركة الشعبية في المناسبات الوطنية، وفي الالتفاف الواسع حول مشروع الاستقلال واستعادة الدولة.
ويستند الجنوبيون في مسارهم السياسي إلى تراكم تاريخي من النضالات، بدءاً من ثورة التحرير ضد الاستعمار، وصولاً إلى الحراك السلمي والانتفاضات الشعبية، ثم إلى المرحلة الحالية بقيادة المجلس الانتقالي الجنوبي الذي يواصل فيه أبناء الجنوب الدفاع عن أرضهم وقضيتهم في مختلف الميادين.
*استكمال مسار الاستقلال وبناء مؤسسات دولة الجنوب الحديثة*
يعد يوم 30 نوفمبر محطة تاريخية فارقة في مسار الجنوب، حيث أعلن فيه انتهاء الحقبة الاستعمارية وقيام دولة الجنوب المستقلة بإرادة شعبها. ومع بزوغ فجر الاستقلال، بدأت مرحلة جديدة تمثلت في بناء مؤسسات الدولة الحديثة التي تشكل الأساس لإدارة شؤون المواطنين ووضع ملامح المستقبل الوطني.
وسارعت القيادة السياسية بعد إعلان الاستقلال مباشرة، إلى تشكيل حكومة وطنية انتقالية تُعنى بإدارة الدولة وتأسيس ركائزها. وتمثلت بالعمل على إعداد دستور مؤقت ينظم شكل الدولة ويحدد مهام السلطات الثلاث: التنفيذية والتشريعية والقضائية، بناء المؤسسة العسكرية والأمنية، وتوفير الخدمات الصحيه وبناء المؤسسات التعليمية، وتنظيم كافة القطاعات الاقتصادية، حيث أسهمت هذه الخطوات في ضمان انتقال منظم نحو دولة مستقرة ذات نظام سياسي واضح المعالم.
إن قيام دولة الجنوب في 30 نوفمبر لم يكن مجرد مناسبة سياسية، بل كان انطلاقة لمشروع وطني شامل لبناء مؤسسات الدولة الحديثة التي تلبي تطلعات الشعب الجنوبي في الاستقلال، والعدالة، والتنمية. ويظل هذا اليوم رمزاً للسيادة والإرادة الشعبية، ومحطة خالدة في ذاكرة التاريخ الجنوبي.
والان يشكل المجلس الانتقالي الجنوبي منذ تأسيسه عام 2017م حجر الزاوية في المشروع الوطني الجنوبي الهادف إلى استعادة دولة الجنوب وبناء مؤسساتها على أسس حديثة ومستقرة. وخلال سنوات قليلة، استطاع المجلس الانتقالي أن يتحول من إطار سياسي جامع إلى حامل رئيسي لمشروع الدولة، عبر تعزيز حضور المؤسسات العسكرية والأمنية، وإعادة بناء الهياكل المدنية، ودعم الاستقرار الاقتصادي في المحافظات الجنوبية.
نجح المجلس الانتقالي الجنوبي في تحويل مشروع استعادة دولة الجنوب من فكرة سياسية إلى برنامج عمل ميداني متكامل، يقوم على بناء مؤسسات قوية وفاعلة في المجالات العسكرية والأمنية والمدنية والاقتصادية. وبين التحديات القائمة والنجاحات المتراكمة، يواصل المجلس الانتقالي قيادة المرحلة باتجاه تحقيق تطلعات شعب الجنوب نحو دولة مستقلة وآمنة ومستقرة.